فلسفتي في التدريس (My Teaching Philosophy)
فلسفتي التعليميّة تركّز على قبول التغيير، وتشمل الشغف وتحمّل المسؤولية ونقل المعرفة. أعتقد أن دور التدريسي هو مساعدة الآخرين على تعلّم كيفية تطبيق أفضل الممارسات القائمة على الأدلّة في ميدان العمل. يعتبر التعليم العالي ميداناً متغيّراً باستمرار، ويحتاج التدريسي إلى قبول هذه البيئة المتغيرة لتحسين نتائج المتعلمين. بصفتي تدريسي، اشعر بالازدهار عندما أتعلم طرقاً جديدة لتحسين نتائج المتعلمين، واشعر بالازدهار أيضا عندما أساعد الآخرين على التعلّم وكيفية تنفيذ هذه التغييرات.
افتراضي الجوهري في التدريس هو أن لدي رغبة كبيرة كما لدى أغلب التدريسيين في تحسين ممارسات التعليم والتعلم. أنا دائماً أسعى الى تحسين مهاراتي وقدراتي، كما يظهر ذلك من خلال رغبتي في المشاركة في مجموعة من دورات التعليم المستمر وانضمامي إلى برامج الدورات التدريبية المتنوعة.
مع هذا الشغف الذي أظهره، أرغب في أن يلجأ المتعلمون أو الطلبة إليّ علماً بأنني متحمس للتعلم وملتزم بمساعدة المتعلمين على تحسين مهاراتهم التعليمية. ليس هدفي أن يتحلى الآخرون بنفس قيمي التعليمية، ولكن أن أساعدهم في اكتشاف ما يجعل للتعلم قيمة بالنسبة لهم. أشعر أن التدريسي يجب أن يتطور باستمرار وأنه لا يوجد اعتقاد بأن التعليم في تخصص معين يتوقف عند التخرج. أؤمن بشدة بأن التعليم الجامعي هو عملية تعلّم مستمرة وأن كل تدريسي يحتاج إلى البقاء على اطّلاع بالتطورات والممارسات الجديدة المستندة على الأدلّة لتحسين نتائج المتعلمين.
لكي أقبل التغيير، كأستاذ جامعي، أنا مستعد لتقديم أفكار جديدة حول كيفية تحسين عملية التعليم والتعلم. طريقتي في التقاط الأفكار الجديدة هي من خلال البحث عن الممارسات القائمة على الأدلة الجديدة في التعلم وتطبيقها في التدريس. أعتقد أن دور التدريسي هو التعرّف على احتياجات المتعلمين ووضع خطة لتحسين هذه الاحتياجات. من خلال ذلك، يصبح من الضروري أن يكون الشخص مستعداً للتغيير وأن يتقبل الانتقادات عندما يخفق أو لا يُلبّي احتياجات المتعلمين. عضو هيئة التدريس يجب أن يكون قادراً على تقديم الدعم والتشجيع للمتعلمين. العقلية الإيجابية ضرورية عند التواصل لنقل المعرفة للآخرين. من المهم أن تظهر الاحترام تجاه الآخرين وأن تدرك القيم والآراء والآفاق المختلفة. لكي تكسب الاحترام، يجب أن تقدّم الاحترام أيضاً. ويتضمن ذلك أيضاً إعطاء واستلام الانتقادات البنّاءة بعناية وخصوصية.
يتضمن نهجي للتدريس هو دمج استراتيجيات مرنة لاستيعاب احتياجات التعلم الفردية لكل متعلم. أؤمن بفلسفة واقعية. ينبغي على الأساتذة الجامعين ألا يعتمدوا بالكامل على الطرق التقليدية في نقل المعرفة. ينبغي لهم دمج التقنيات الحديثة والبحوث في استراتيجيات التدريس. أؤمن بنقل المعرفة بين بعضنا البعض بدلاً من مواقف الاحتكار أثناء عملية التعليم والتعلم. أحد الاستراتيجيات الأساسية لفهم العملية التعليمية هو أن الأستاذ يتعلم من الطلبة بقدر ما يتعلم الطلبة من الأستاذ. باعتماد هذا النهج في التدريس، أعتقد أنه يمكن خلق التفاعل وبالتالي تعزيز المعرفة وفهم مهنة التدريس.
إن فلسفتي في التدريس هي تلك التي تعزز التفكير النقدي والمشاركة النشطة من قبل المتعلم. بغض النظر عن مستوى الدورة التدريبية أو المتعلم، فإن الهدف هو نفسه؛ ومع ذلك، يتم تعديل استراتيجيات التدريس لتلبية احتياجات المتعلم الفردية.
أعتقد أن أهم مكونات تعليم الطلبة وممرضي المستقبل هي غرس قدرات التفكير النقدي وتعزيز الاهتمام بالتعلم مدى الحياة. تتغير الرعاية الصحية دائمًا وبالتالي فإن تعلم المعلومات الواقعية يمكن أن يكون ذا فائدة قصيرة المدى. يجب على الأستاذ الجامعي أن ينقل الحماس للتعلم مدى الحياة من اجل اكتساب المعرفة وتشجيع الطلبة على استكشاف جميع الطرق الممكنة لحل مشكلة ما. يعتمد أسلوبي التدريسي على فرضية أن كل شخص في الفصل هو مورد ولدينا جميعًا القدرة على تعزيز معرفة بعضنا البعض وتشجيع الآخرين في سعيهم لتحقيق التنمية الشخصية والمهنية.
عندما بدأت التدريس قبل 15 عاماً، اعتقدت أن الأستاذ هو من يعرف معظم المعلومات. إن معرفة المزيد من المعلومات أكثر من أي شخص آخر في الفصل يجعلك الخبير في الموضوع وبالتالي الشخص الأنسب للتدريس. على مر السنين، أدركت أن الأستاذ هو الشخص الذي يبني علاقات مع الطلبة تستند إلى نهج إنساني يحفز اهتمام المتعلم بالموضوعات، ويعزز الحماس لاكتساب معرفة جديدة، ويشجع المتعلمين على اكتساب الإمكانات الكاملة.
في دروسي، تتاح للمتعلمين الفرصة لاستكشاف عالم مهنة التمريض. من خلال استخدام أساليب التدريس في التفكير النقدي، يتاح للمتعلمين فرصة التفكير فيما وراء الحقائق. الهدف من كل فصل دراسي هو جعل المتعلمون يكتشفون المعلومات الضرورية للموضوع الذي تتم مناقشته. أقوم بتسهيل التعلم أثناء استكشاف المتعلمون لموضوعات الرعاية الصحية وتحدياتها لتلبية توقعات مهنة التمريض. أعتقد أن استخدام استراتيجيات التدريس التي تشرك الطلبة في عملية التعلم يؤدي أيضاً إلى تطوير التعلم مدى الحياة. أحد أهم مكونات تعليم ممرضي المستقبل هو غرس وتعزيز الاهتمام بالتعلم من خلال مهنتهم التمريضية. تمتد مهنة التمريض لسنوات عديدة إلى ما بعد الفصل الدراسي، لذلك من الضروري في صفي أن يستلهم الطلبة الرغبة في الاستكشاف والتفكير بطرق مبتكرة. يجب على الأستاذ الجامعي أن ينقل هذا الحماس “التعلم مدى الحياة” لاكتساب المعرفة وتشجيع الطلبة على استكشاف جميع الطرق الممكنة لحل مشكلة ما.
أعتبر أنه من الضروري أيضًا نقل موقف “ما يمكن فعله” لدى الطلبة الذين يطورون كفاءة متزايدة في معرفة التمريض وممارسته. من الضروري أن يغرس معلمو الرعاية الطبية الشعور بالحماس والعاطفة لمهنة الطب والتمريض. ينعكس حماسي وشغفي بالتمريض في عملي بصفتي تدريسي ومقدم رعاية صحية في نفس الوقت. لقد أتيحت لي فرصة رائعة لتعليم وإرشاد الطلبة وأجد هذه المهنة مجزية للغاية. آمل أن أستمر في تطوير استراتيجيات التدريس الخاصة بي وأن يكون لي تأثير إيجابي على مهنة التعليم والتعلم لفترة طويلة قادمة أن شاء الله.
بقلم الدكتور جهاد جواد كاظم/ رئيس فرع أساسيات التمريض